الدليل السياحي لمدينة القاهرة » مزارات اثرية » القاهرة الفرعونية » الهرم الجنوبي لسنفرو

<< السابق | البداية | التالى >>

الهرم الجنوبي لسنفرو : فى طريقنا لمشاهدة الهرم الجنوبي نمر بمعبد الوادي الخاص بهذا الهرم والذي يقع شمال هذا الطريق ونستطيع أن نرى بقاياه واضحة فوق الصخر وهو مبنى بسيط مستطيل الشكل ويمتد محورة الطويل من الشمال الى الجنوب وكان هناك اعتقاد سائد أن جدران المعابد المصرية لم تزين بالنقوش قبل نهاية الأسرة الرابعة ولكن عندما تم الكشف عن هذا المعبد عثر فيه على حوالي 1400 قطعة من النقوش ويعتبر معبد الوادي لسنفرو من أقدم المعابد التي تم الكشف عنها حتى الآن ولم يعثر على معابد للوادي أو طرق لأي هرم من أهرام الأسرة الثالثة حتى الآن
أما عن الطريق الصاعد فإننا نجد فى جميع معابد الوادي انه يبدأ من الباب الغربي للمعبد مثل معبد الوادي لهرم ( خفرع ) بالجيزة ولكنة هنا يبدأ خارج المعبد نفسه فى الركن الجنوبي الغربي من السور الحجري الذى كان يحيط بالبناء ويمتد حوالي 700مترا ثم ينحني نحو اليسار ليلتقي بالسور المحيط بالهرم ومنة الى المعبد الجنائزي الذى يقع فى الجهة الشرقية للهرم وقد تعرض هذا المعبد لتعديلات وإضافات معمارية متعددة.
والهرم الجنوبي الذى يطلق علية الهرم المنحنى يقع على مسافة كيلومترات جنوبي الهرم الشمالى ولذا سمي بالهرم الجنوبي وهو مشيد من الحجر الجيري المحلى وله كساء من الحجر الجيري الأبيض ويعتبر هذا الهرم الوحيد بين الاهرام الذى تحتفظ بمعظم كساءه الخارجي ويرجع ذلك الى أن الأحجار هذا الهرم تميل فى بناءها نحو الداخل وهو بذلك يعطينا صورة واضحة عما كان علية كساء الاهرام التي زال عنها كساؤها .
وينفرد هذا الهرم فى تصميمه لأنه يتضمن مدخلين منفصلين فيقع المدخل الأول فى منتصف الجهة الشمالية ويؤدى الى غرفة منحوته فى الصخر تحت مستوى الأرض تعرف بالحجرة السفلية بينما يقع المدخل الثاني فى الجهة الغربية ويؤدى الى غرفة منحوته أخري على مستوى الأرض تعرف بالحجرة العليا وهناك ممر ضيق يربط بين هاتين الغرفتين ويعتبر المدخل الغربي لهذا الهرم الاستثناء الوحيد المعروف فى جميع الاهرام التي شيدت فى عصر الدولة القديمة والتي تقع مداخلها بالواجهات الشمالية . والهرم مربع القاعدة وطول كل ضلع من اضلاعة 188.60 مترا وارتفاعه 101.15 مترا وزاوية ميلة 54 درجة حتى ارتفاع 49 مترا ثم تتغير الى 43درجة وهذا التغير فى هذه الزاوية هو السبب فى شكله غير المألوف والذي من أجلة أطلق علية اسم الهرم المنحنى. وقد فسر المتخصصون سبب تغير الزاوية بأنة و استمر على الزاوية الأولى لصار البناء مرتفعا جدا وأصبح ثقيل الوزن وربما يتسبب عنة تحطيم أسقف الحجرات الداخلية والدهاليز. يرتفع مدخل الهرم الشمالى 11.80مترا عن مستوى الأرض ويبدأ بممر هابط طوله 79.53مترا وارتفاعه 12.60 مترا وعلى ارتفاع 6.25مترا من الجدار الجنوبي لهذا الدهليز نجد ممرا نستطيع أن نصل منة الى الحجرة السفلية للهرم وسقفها متدرج فى الارتفاع أيضا وينفتح من هذه الحجرة فى الجدار الجنوبي ممران يؤدى أحدهما الى بئر يرتفع راسيا والثاني على ارتفاع 12.60 مترا من نفس الحجرة قرب سقفها ويؤدى الى ممر منحدر يتجه نحو الغرب لنجد متراسا حجريا وراء غرفة دفن ثانية الحجرة العليا وجدران سقف هذه الحجرة مشيدة بنفس الطريقة التي شيدت بها الحجرة السفلية . ويوجد فى هذه الحجرة عروق من خشب الأرز ملتصقة بالجدران وقد فسر بعض المتخصصون أن هذه الأخشاب ربنا كانت مظلمة فوق التابوت الحجري الذى كان موجودا بالغرفة ثم نعود مرة أخرى ونمر تحت متراس آخر لنواصل تقدمنا نحو الغرب فى ممر يتجه الى أعلى بزاوية مقدارها 64.63 مترا وارتفاعة 1.10مترا وينتهي عند المدخل الغربي الذى يرتفع عن سطح الأرض 33.32 مترا وبذلك نجد ان الأجزاء الداخلية فى الهرم المنحنى تختلف عن مثيلاتها فى الاهرام الأخرى وان زيارة هذا الهرم تؤثر فى النفس تأثيرا قويا .